ضرورة إنهاء حرب اليمن

البيانات 29-06-2021

في الذكرى السابعة للتدخل السعودي في اليمن، وبعد مرور ستة أعوام على الحرب، يذكر حزب التجمع الوطني بالخسائر الفادحة على جميع الأطراف نتيجة هذه الحرب، ويذكر بأن التدخلات السعودية والإقليمية في اليمن لم تكن داعمة لمطالب الشعب اليمني الذي خرج في مظاهرات عارمة تطالب بحقوقه الأساسية، والترسيخ للديموقراطية في اليمن، بل  فرضت التدخلات على اليمن خيارات لا تحقق للشعب طموحه ومطالبه، واستمرت التدخلات والصراعات الإقليمية في اليمن حتى تطور ذلك إلى صراعات مسلحة، تقدمت على إثرها القوات التابعة لجماعة الحوثي لتحكم سيطرتها على المدن اليمنية واحدة تلو أخرى، وبعد أن كان تقدمها رغبة سعودية في العام 2014، إلا أن التقدم الكبير والمتسارع أخاف السعودية وخاصة بعد سيطرتهم على صنعاء، ثم التوجه في مارس 2015 إلى عدن حيث مقر الحكومة المدعومة من السعودية، وحينها أعلنت السعودية تدخلها عسكريًا في 25 مارس 2015، تحت شعار "إعادة الشرعية"، ومن ذلك الحين استمرت سيطرة القوات التابعة للحوثي على العاصمة صنعاء وعدد من المدن الكبرى، وبقيت الحكومة المدعومة دوليًا في المنفى، وازداد الصراع في اليمن، وارتكبت السعودية وجماعة الحوثي عددًا كبيرًا من الانتهاكات والتجاوزات، وتم استهداف مدنيين ومنشآت حيوية واستهدفت البنية التحتية في اليمن والسعودية من قبل الطرفين، وتورطت السعودية بقصفها الجوي المتكرر على المدنيين الذي يرقى لأن يوصف بجرائم حرب، واستمر تردي الأوضاع في اليمن خاصة يومًا بعد يوم حتى أصبحت الأزمة اليمنية أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأصبح قرابة ثلثي الشعب اليمني بحاجة للمساعدات الإنسانية والحماية، وتهدد المجاعة حياة الآلاف ويشارفون على الموت جوعًا، وقد يعاني ملايين الأطفال من سوء التغذية، واستمرت ويلات الحرب تهدد المدنيين في السعودية واليمن، وتلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد في البلدين، ويعاني عدد من الجنود من إصابات بليغة وإعاقات مستديمة، وأصبح اليمن أبعد ما يكون عن مطالب الشعب المحقة والمشروعة التي خرج إلى الساحات مطالبًا بها إبان الربيع العربي.

 

إننا في حزب التجمع الوطني، وبناء على ما سبق:

 

1.     نرفض وبشدة أي هجوم تقوم به القوات التابعة للحوثيين أو الداعمين لهم على وطننا وأبنائه ومنشآته الاقتصادية والحيوية، ونذكر بأن هذه الحرب لم تكن خيارًا للشعب، بل كانت قرارات منفردة من سلطات مستبدة لا تمثل الشعب ولم تأخذ رأيه، ويدفع المواطن السعودي ثمن تلك القرارات المتهورة والخاطئة، وكل من رفضوا هذه الحرب فقد تعرضوا للعقوبة والسجون من قبل السلطات السعودية، بما في ذلك عدد من العسكريين والضباط والطيارين.

 

2.     كما نجرّم العدوان على وطننا، فإننا نجرّم وبشدة الحرب على اليمن وشعبه، ونستنكر كل الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني الشقيق.

 

3.     نؤكد أن الصراعات الإقليمية في المنطقة يجب أن تتوقف، وأن ايقافها يكون بتقوية الشعوب لاتخاذ قراراتها دون وصاية من أحد، وأن الصراعات على مصالح الشعوب لن يزيد المنطقة إلا مزيدًا من التأزم، وقد آن الأوان لكل القوى أن توقف استهتارها بأرواح الأبرياء، وأن توقف تدميرها المستمر للأوطان من أجل صراعات لا طائل من ورائها.

 

4.     نرى أن ترسيخ الحقوق والديمقراطية هو طريق ترسيخ السلام في المنطقة، ويرى الحزب أن الخيار الديموقراطي هو ما تتطلع له الشعوب، وأن شعوب المنطقة قد سأمت من أي حكم استبدادي سلطوي أيًا كان شكل ذلك الحكم ولونه، ولازالت شعوب المنطقة تواقة لأن تحكم نفسها بنفسها، وهذا ما يجب على الجميع دعمه لإنهاء الصراع.

 

5.     أخيرًا: ندعو إلى إيقاف الحرب بشكل عاجل، والشروع فورًا في إغاثة المتضررين، وإعادة بناء ما تضرر من الحرب، ودفع جميع الأطراف لطاولة الحوار، ومساعدة اليمنيين في إخراج كل القوى الخارجية، ومساعدتهم في التوجه للحلول الدبلوماسية، وإعادة المفاوضات اليمنية اليمنية، ودعمهم ومساعدتهم للاتجاه للحلول الدبلوماسية المرسخة للديمقراطية والحقوق.